تجربة بدون خبرات سابقة

الموت ؟
توقف عضلة القلب عن ضخ كمية من الدم -المحمل بالأكسجين- إلى المخ، مما يترتب عليه موت خلايا المخ وبالتالي يفقد الجسم قدرته على التحكم في أعضاء جسمه المختلفه، فيعاني الجسم من أعراض مرض-لا شفاء منه- يسمى “الوفاة” !!
الموت ؟
فراق… لأب غالي، أم حنون، أخ عزيز، أخت حبيبه، صديق مخلص، جار طيب…..
الموت ؟
أنتم لا تعرفون شيئًا عن الموت…..
_________

الموت الأول: كان تعريف الأطباء عن الموت.
أما الثاني: فكان تعريف الأهل -الذين فقدوا المتوفى- للموت.
أما الثالث: فهذا تعريف الموت على لسان من مات !!

كثيرًا من الأحيان يضطر الإنسان أن يخوض تجربةً ما حتى يستطيع أن يوصف شعوره أثناء خوضه تلك التجربه، ليس فقط يوصف شعوره، بل يدون أخطاءه التى سببت له المشاكل في هذه التجربة حتى لايكررها في تجربة مماثلة.
فلا يكفي فقط معرفة معلومات وحقائق وتجارب وقصص آخرين حتى يكون الإنسان صورة عن تلك التجربة دون أن يجربها بنفسه، وهذا هو الحال مع الموت !
المشكله تكمن في أنك ما إن تخوض تلك التجربة حتى يصبح من المستحيل العودة للحياة مرة أخرى، ويا لها من معاناة، سترها القرآن الكريم في قوله تعالى :
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ﴿٩٩لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖوَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ

في كل تجارب الدنيا مسموح لنا أن نخطىء مرة أو اثنان أو ثلاثه أو أكثر، وفى النهاية نتعلم من الأخطاء ولا نكررها،
ولكن هنا مع الموت، الوضع يختلف 🙁
هل لدى أحد تجارب مع الموت ؟؟
……….

ولو ظللت ليوم القيامه أسأل هذا السؤال على أهل الدنيا لن يجاوب أحد، لأن ببساطة من لديه تجربة مع الموت انتقل بالفعل إلى حياة أخرى وتركنا، إذًا ما العمل ؟
قد لا تكون لدينا تجارب مع هذا الزائر الذي لا بد منه، ولكننا على الأقل لدينا إيمان !!

إيمان بالجنة والنار والبعث والحساب،
إيمان بالثواب والعقاب،
إيمان بأن تلك الحياة ليست لنا، وأن لنا حياة أخرى أبدية إما في نعيم مقيم، أو في جحيم دائم !
إيمان أن هناك يومًا ستأتي فيه ملائكة إما بكفن من الجنة وإما من النار،
في ذلك اليوم ستنزع الروح من الجسد إما رقراقة سهلة كقطرة الماء، وإما تخرج بعد معاناة تتقطع معها العروق والأوصال،
فإما تفتح لها أبواب السماء، وإما تغلق ولا تفتح أبدًا،
وإما يكتب الكتاب في عليين وإما في سجين،
وهناك إيمان أيضًا بسؤال ملكين في القبر، فإذا أجبناهم إما أن ينادي مناد في السماء: أن صدق عبدي، فافرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة (أهنئك لقد نجحت في خوض تجربة الموت)
وإما ينادي مناد من السماء: أن كذب، فافرشوا له من النار وافتحوا له بابًا إلى النار (لقد فشلت في خوض تجربة الموت، وللأسف لا يوجد فرصة لخوض التجربة مرة أخرى ! )

إذًا لا يوجد خبرات سابقة لخوض تلك التجربة، ولن يمكننا خوضها مرتين، تلك هي الحقيقة، ولكن عندنا إيمان بما سيحدث وعلى قدر هذا الإيمان يجب أن يكون الإستعداد والتجهيز لخوض تلك التجربة،
أتمنى لنا جميعًا تجربة موفقه !!

 

تجربة بدون خبرات سابقة

تعليق واحد على “تجربة بدون خبرات سابقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *