“لو هناك احتمال حدوث خطأ ما فسوف يحدث” – قانون مورفي
هذا القانون هزلي وفقط يتم ذكره للسخرية والتندر وليس له أي علاقة بالموضوع 😀
ولكن دائمًا تثير إعجابي القواعد/الأحاجي المنطقية، وأرى فيها فرصة لتدريب الدماغ على أبسط وأريح الطرق في التفكير، ولعل أبسط شيء منطقي يمكن أن يدركه أي شخص “عدم توقع النتيجة إذا لم يحدث السبب”، فما دون ذلك -في الأغلب- هو المعجزة أليس كذلك؟ لن تتحرك السيارة إذا لم تقم بتشغيل الموتور، لن تشبع إلا إذا أكلت، لن تجتاز الإمتحان إلا إذا حضرت الإمتحان في الأساس وحققت درجة النجاح…
لن تموت البكتيريا شديدة الحساسية لمادة السيبروفلوكساسين إلا إذا وضعت لها مادة السيبروفلوكساسين! هذا منطقي وسهل جداً، من الساذج الذي يتوقع عكس ذلك؟!
عندي مشكلة في أذني، لا أحب أن أوصفها بالـ”مؤلمة” -فهي ليست مؤلمة على الإطلاق- بل أفضل وصفها بالـ”السخيفة” أو الـ”المملة”! بكتيريا غير لطيفة بالمرة وجدت طريقها في أحد الأماكن الخفية في الأذن، تنشط وتزداد نشاطًا إذا وجدت وسط مناسب لحياتها التي تبذل أقصى ما وسعها للحفاظ عليها، الماء هو وسطها المفضل وما أسهله في الأذن. لحسن حظي أن لديها نقطة ضعف وهي حساسيتها المفرطة للسيبروفلوكساسين، “فقط” عليك أن تضع تلك المادة في أذنك ثلاث مرات يوميًا، مع تناول أقراص من نفس المادة مرتان يوميًا وينتهي كل شيء في ثلاثة أيام على حد أقصى، وحيث أن العدوى للأسف مزمنة، فيجب أن ترفع شعار: “وإن عدتم عدنا!”.
الموضوع ليس بجديد بالنسبة لي، أستطيع أن أتذكر أنني مررت به قرابة الخمس مرات إلى الآن، وتنجح خطة العلاج في كل مرة ولله الحمد، ولكن هذه المره مختلفه! لم يتغير شيء عن المرات السابقة، فقط سافرت الأم! فما كان يأخذ ثلاثة أيام للعلاج صار يأخذ أسبوع بلا أي تحسن!
كانت ماما -أو سوبر ماما؟- تقطع ما يشغلها 3 مرات في اليوم، وتأتي إلي وأنا جالس أمام الكمبيوتر -وربما دون أن تقول شيئًا- تميل رأسي وتضع قطرات في أذني وتنصرف، وفي المساء ربما ذكرتني أو أحضرت الأقراص إلي مباشرة أيضًا، صدقًا كنت أرى ما تفعله مضحك جدًا، فلست أنا ذلك الطفل الصغير المدلل الذي يحتاج هذا النوع من العناية! أستطيع أن أفعل ذلك لوحدي، ومن عاقل في الدنيا لا يستطيع أن يأخذ علاجه بنفسه إذا لمس تحسنًا وشفاءًا؟! ولكن على أي حال لا مانع من أن أذهب إليها ليلًا طالبًا منها أن تضع بعض من تلك القطرات مرة أخرى، فأنا أشعر بتحسن الآن ولربما علي أن أكمل مدة العلاج، وأراها سعيدة بمشاركتها في هذا الإنجاز!
لا أعرف لماذا لا تموت هذه المره؟ أسبوعًا كاملًا أتوقع أن تموت البكتيريا من السيبروفلوكساسين الذي لم أضعه! أو أضعه على استحياء وأتناوله حين أتذكر، مره كل يومين؟ تبين لي أنه لم يكن من السهل أن تترك ما يشغلها لتأتي وتضع القطرات وتستأنف ما بدأت، هناك شيءٌ ما قوي دفعها إلى ذلك، شيءٌ لم أفهمه حينها، ظننته سهلًا و “منطقي” و يستطيع أي عاقل أن يفعله!
أنسى الأكل، أنسى النوم، أنسى العلاج، أنسى نفسي أمام العمل و مشاغل الحياة الأخرى، ولكنها ما نسيت فالحب ذكَّرَها!
لا تتوقع نتيجة للسيبروفلوكساسين إلا إذا استخدمته كما ينبغي في الأساس! وابحث على من يُكِنّ لك شيئًا من الحب فذاك أدعى أن يذكرك أحدهم حين تنسى نفسك!
Photo by Thirteen Of Clubs